قال تعالى:" وإذا المَؤودةُ سُئِلَت* بأيِّ ذنبٍ قُتِلَت"
في الثامنِ والعشرين من نيسانِ الماضي، وفي غفلةٍ من الزمانِ، فجعَ العدوُّ المتغطرسُ في الأغوارِ، فَجَعَ الأغوارَ بجريمةٍ اقشعرّت لها الأبدان، إذْ ضلّت سياراتُ الاحتلالِ العسكريةُ طريقَها، لتجعلَ من الأجسادِ الفتيّة الغضّة، طريقاً معبّداً لها، فسارت هذه المركبةُ العسكرية فوق جسدي الطفلتين الزهرتين
ماسة عماد فقها وشقيقتها جنى
(ماسة) التي كانت على مقاعد الدراسة في مدرسة عين البيضاء الثانوية المختلطة، و(جنى) التي كانت في روضة الأغوار تجهِّز احتياجات التحاقها بالمدرسة نفسها في العام القادم، العام الذي سحق جيب الاحتلال عظامه تحت عجلاته الآثمة.
في هذا الأمس القريب، فُجِعَت محافظة طوباس، بكلِّ مؤسساتها بهذا المصاب الجلل، وفجعت مديرية التربية بزهرات فلسطين، بطفلات المدارس، فانطلقت التربية إلى الأغوار لتزفَّ شهيدات الوطن، وما أعظمَ الموقف، وما أشدّه على كلّ مؤسساتنا، وخاصّة مؤسسة الأشبال والزهرات التي احتضنت الزهرتين سنين في أنشطتها التربوية والترفيهية، وفي ظلِّ اهتمامٍ منقطعِ النظير بأشبالنا وزهراتنا من وزارة التربية والتعليم، وتحت عنوان خروقات الاحتلال لحقوق شعبنا بشكلٍّ عام، ولحقوقِ أطفالنا بشكلٍ خاص، كان استشهاد الزهرتين(ماسة وجنى) الجريمة الأكبر، والخرق الأعظم لحقوق طلبتنا في التعليم في بيئة آمنة، ولكن هيهات للاحتلال الآثم أن تسلم مؤسساتنا من بطشه وظلمه وجبروته.
ونحن في مؤسسة الأشبال والزهرات في محافظة طوباس، وإذ نحيي هذه الذكرى العطرة، ذكرى الشهداء، لنؤكد على حق أطفالنا في أن يحييوا في أوطانهم، ولنؤكد على مسؤولية الاحتلال عن هذه الجريمة البشعة، ونرجو الله أن يحفظ أشبالنا وزهراتنا في مدارسنا، حتّى يرفع شبلٌ منهم، أو زهرة علم فلسطين فوق مآذنِ القدس، وكنائس القدس، وأسوار القدس، كما كان يردد دائماً القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، وأن يبقى أشبالنا وزهراتنا ذخراً للدولة الفلسطينية المستقلة، في ظل القيادة الحكيمة، وعلى رأسها القائد الشجاع محمود عبّاس حفظه الله.
المجد والخلود للشهداء
في جنان الله يا ماسة، ويا جنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق